قال أبو الحسين الخرقيّ في الخمر و النسيب:
خليليّ، ما أحلى صبوحي بدجلةٍ... و أطيب منه بالصراة غبوقي
شربنا على الماءين من ماء كرمةٍ... فكانا كدرّ ذائب و عقيق
على قمري أرض و أفق تقابلا... فمن شائق حلو الهوى و مشوق
فما زلت أسقيه و أشرب ريقه... و ما زال يسقيني و يشرب ريقي
و قلت لبدر التمّ: تعرف ذا الفتى... فقال: نعم، هذا أخي و شقيقي
- و قال في النسيب:
أ ليس وعدتني، يا قلب، أنّي... إذا ما تبت من لبنى تتوب
فها أنا تائب من حبّ لبني... فما بالي أراك بها تذوب
أ ما نظرت إليك بفعل غدر... و بيّن فعلها النظر المريب
فقال: بلى و لكنّي لأمر... رجعت فتبت عن قولي أتوب
إذا جازيتها غدرا بغدر... فمن منّا يكون هو الحبيب
- و قال في الحماسة، يخاطب نفسه، فجمع بين صواب الرأي و حسن الوصف:
إرم بها في لهوات الوهاد... و خض بها لجّة واد فواد
إنّ دسوت المجد مضروبة... في صهوات الصافنات الجياد
أقبح بذي اللّبّ إذا لم ينل... بأوّل الرأي أخير المراد
ما العزم الاّ نشطة هكذا... إمّا إلى غيّ و إمّا رشاد
المرء مرهون على نهضةٍ... تقعده في نطع أو وساد
و صاحب نبّهني غالطا... و الفجر لم يبد و لا قيل كاد
و جلدة الليل على صبغها... تماطل النقصان بالازدياد
غنم عليه الجوّ حتّى رأى... نجومه كالجمر تحت الرماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق