روحُ الإخاء
من ديوان(خريف الأمنيات)
عفَا الإصْباحَ
مِنْ سُكْرِ المَساء
وخالَط كأْسُهُ شُهبَ الفَضاءِ
أفيضي يا
همومُ عليَّ دَوماً
مِجَرَّةَ حُزنِنا بَعد احتِوَائي
وإيهٍ يا خُيوطَ
اللَّيلِ حِيكِي
فما للسَّيلِ عِندي منْ بَقاء
فكمْ حُلُماً
سَأقْذِفُ في بُحورِي
لِيخْبو
في غَيَاباتِ الفناء
وكمْ سَهماً
سَأُطلِقُ ثُمَّ يَهوِي
على
رأسي أبابيلَ انقضاء
أُرَاقِصُ
بَسمَةً في كُلِّ عينٍ
ولَو
كَذبتْ عُيوني فِي اللِّقاء
أُوَارِيها
فَتُورِيني لَهِيباً
أيا كَبِدي تَقَلَّبْ في البلاء
إذا ما قُلْت
إنَّ العُمرَ ولّى
فما وَفَّيتُ حَقِّي في الدعاء
وما لِرَبيع
أحلامي وَميضٌ
إذا عَزمِي تَرَدَّى للخَواء
فَيَكْفِينا
دُموعُ الأمسِ حيناً
ويَكفِي نَثرُ أزْهارٍ وماء
بنورِ الفَجرِ
أقْواسٌ وعهدٌ
يَمُدُّ خُطَاهُ في كَفِّ السَّماء
تلألأ في دَلالِ
المُزنِ يهْدِي
أطَايِبَ ما حَوى مِمَّا تَشَائي
إذنْ لا تُنكِري
أنَّ التَّحدِّي
صفَاءَ النَّفْسِ منْ كَيدِ النِّساء
وكونِي
مِثلَ أشْجَارٍ أفاءتْ
بأثْمارٍ وظلٍ في وَفاء
ولوْتغْرِيدَةً
في خَدِّ صُبحٍ
ولوْ تَرنِيمةً عندَ الرَّجاء
وإنْ كَذَبتْ
عُيونٌ دَثِّريها
بِثوبٍ للرِّضَاةِ وللإباء
أيا قيثَارةَ
القلبِ استَفِيقي
فمنْ سُقيَاك رُوحي للإخاء
د.ساره حسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق