-->
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • تعبٌ كلها الحياة فما أعجب إلا من راغبٍ في ازدياد-أبو العلاء المعري

    تعبٌ كلها الحياة فما أعجب إلا من راغبٍ في ازدياد-أبو العلاء المعري

    تعبٌ كلها الحياة فما أعجب إلا من راغبٍ في ازدياد-أبو العلاء المعري





    غيرُ مجدٍ في ملّتي واعتقادي




    غيرُ مجدٍ في ملّتي واعتقادي=نوح باكٍ ولا ترنم شاد
    وشبيهٌ صوت النعيّ إذا قِي =س بصوت البشير في كل ناد
    أبَكَت تلكم الحمامة أم غ=نّت على فرع غصنها الميّاد
    صاح هذي قبورنا تملأ الرُح=بَ فأين القبور من عهد عاد
    خفف الوطء ما أظن أديم ال=أرض إلا من هذه الأجساد
    وقبيح بنا وإن قدُم العه=د هوان الآباء والأجداد
    سر إن اسطعت في الهواء رويداً=لااختيالاً على رفات العباد
    رُب لحدٍ قد صار لحداً مراراً=ضاحكٍ من تزاحم الأضداد
    ودفينٍ على بقايا دفين=في طويل الأزمان والآباد
    فاسأل الفرقدين عمّن أحسّا= من قبيلٍ وآنسا من بلاد
    كم أقاما على زوال نهار=وأنارا لمدلج في سواد
    تعبٌ كلها الحياة فما أع=جب إلا من راغبٍ في ازدياد
    إنّ حزناً في ساعة الموت أضعا=ف سرورٍ في ساعة الميلاد
    خُلق الناس للبقاء فضلّت =أمة يحسبونهم للنفاد
    إنما ينقلون من دار أعما=لٍ إلى دار شِقوة أو رشاد
    ضجعة الموت رقدة يستريح ال=جسم فيها والعيش مثا السهاد
    أبَنات الهديل أسعدن أو عد=ن قليلَ العزاء بالإسعاد
    إيه لله درّكن فأنتن ال=لواتي تحسنّ حفظ الوداد
    بيد أنّي لا أرتضي ما فعلت=نّ وأطواقكنّ في الأجياد
    فتسلّبن واستعرن جميعاً=من قميص الدجى ثياب حداد
    ثم غردن في المآتم واندب=ن بشجوٍ مع الغواني الخراد
    قصد الدهر من أبي حمزة الأّوّ=اب مولى حِجىً وخدن اقتصاد
    وفقيهاً أفكاره شدن للنّع=مان مالم يشده شعر زياد
    فالعراقيُّ بعده للحجاز=يّ قليل الخلاف سهل القياد
    وخطيباً لو قام بين وحوش=علّم الضاريات بِرّ النِّقاد
    راوياً للحديث لم يحوج المع=روف من صدقه إلى الأسناد
    أنفق العمر ناسكاً يطلب العل=م بكشفٍ عن أصله وانتقاد
    مستقي الكف من قليبِ زجاجٍ=بغروب اليراع ماء مداد
    ذا بنانٍ لا تلمس الذهب الأح=مر زهداً في العسجد المستفاد
    ودّعا أيها الحفيّان ذاك ال=شخص إنّ الوداع أيسر زاد
    واغسلاه بالدمع إن كان طهراً=وادفناه بين الحشى والفؤاد
    واحبواه الأكفان من ورق المص=حف كبراً عن أنفس الأبراد
    واتلوَا النعش بالقراءة والتس=بيح لا بالنحيب والعداد
    أسفٌ غيرُ نافع واجتهادٌ=لا يؤدّي إلى غَناء اجتهاد
    طالما أخرج الحزين جوى الحز=ن إلى غير لائقٍ بالسداد
    مثلَ ما فاتت الصلاة سليما=ن فأنحى على رقاب الجياد
    وهو من سُخرت له الإنس والج=ن بما صح من شهادة صاد
    خاف غدر الأنام فاستودع الرِّي=ح سليلاً تغذوه درّ العهاد
    وتوخى له النجاة وقد أي=قن أن الحِمام بالمرصاد
    فرمته به على جانب الكر=سيّ أم اللُّهَيم أخت النآد
    كيف أصبحت في محلّك بعدي=ياجديراً مني بحسن افتقاد
    قد أقرّ الطبيب عنك بعجز=وتقضّى تَرددُ العوّاد
    وانتهى اليأس منك واستشعر الوج=د بأن لامعاد حتى المعاد
    هجد الساهرون حولك للتم=ريض ويحٌ لأعين الهجّاد
    من أسرة مضوَا غير مغرو=رين من عيشة بذات ضماد
    لا يغيّركم الصعيد وكونوا=فيه مثل السيوف في الأغماد
    فعزيزٌ علي خلطُ الليالي=رِمِّ أقدامكم بِرِمّ الهوادي
    كنتَ خل الصبا فلما أراد ال=بين وافقتَ رأيه في المراد
    ورأيت الوفاء للصاحب الأ=ول من شيمة الكرام الجواد
    وخلعت الشباب غضّاً فيا لي=تك أبليته مع الأنداد
    فاذهبا خير ذاهبين حقيقي=نِ بسقيا روائح وغواد
    ومَراثٍ لو أنهن دموعٌ=لمَحَون السطور في الإنشاد
    زحلٌ أشرف الكواكب داراً=من لقاء الردى على ميعاد
    ولِنار المريخ من حَدَثَان الده=ر مطفٍ وإن علَت في اتقاد
    والثريا رهينةٌ بافتراق ال=شمل حتى تُعدُّ في الأفراد
    فليكن للمحسّن الأجلُّ المم=دودُ رغماً لآنف الحساد
    وليطب عن أخيه نفساً وأبنا=ء أخيه جرائحِ الأكباد
    وإذا البحر غاض عني ولم أر=وَ فلا رِيّ بادّخار الثِّماد
    كل بيت للهدم ما تبتني الور=قاء والسيد الرفيع الهماد
    والفتى ظاعنٌ ويكفيه ظل ال=سدر ضربَ الأطناب والأوتاد
    بان أمر الإله واختلف النا=سُ فداع إلى ضلال وهاد
    والذي حارت البرية فيه=حيوان مستحدث من جماد
    واللبيب اللبيب من ليس يغت=رُّ بكونٍ مصيره للفساد

    د.ساره حسان طبيبة بشريه ومدونة عربيه من مصر شاعره متخصصه في الشعر العمودي هدفي الإرتقاء بالقصيدة العربيه أحب التدوين وأدب المقال والشعر العربي

    الكاتب : df

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    جميع الحقوق محفوظة ل سطور الأمل
    تصميم : Dr.Sara Hassaan